اولاً : كيف نبدأ بالتفكير ؟
قبل كل شيء ونحن في مرحلة اسنباط وتوليد الأفكار، من الضروري أن يعرف الاشخاص ماهي حدودهم والقيود التي يجب عليهم ان لا يتخطوها ، فلا تتمتَّع عملية التوليد بالحرية المطلقة لأن ذلك سيؤثر سلبًا في نواتج الافكار ، بل يجب توافر القيود والضوابط التي توضِّح مضمون الأفكار وأهدافها ومعرفة المعايير المستهدفة، لكي تركز الجهود الكبيرة على مساحة محددة واضحة، والابتعاد عن التعليمات الغير واضخة ، وتقع مسؤولية توضيح المعلومات المهمة للأفراد المشاركين في عملية التوليد على الإدارة وصناع القرار، ويجب أن تتوافر عناصر كاللغة السهلة والاختصار.
وعند البدء بالتفكير، لا تقم بالتقليل من شأن أي فكرة مهما بدت سخيفة أو عادية، فهذا يعترض مجرى إبداع الفريق ويحبطهم، بل حافظ على تشجيعك للأداء الفردي وتسجيلك لكل فكرة مهما كانت ، واختيار أشخاص لديهم مقبولية عالية ليديروا تلك الجلسات، والعمل بروح الفريق الواحد داخل المجموعة، واجعلهم مختلفين وذوي صفات متنوعة فيما بينهم، وشجِّع روح المنافسة الداخلية.
استبعد التسلسل الهرمي من العملية لكيلا تعرقل البيروقراطية مجرى الأفكار، وأكِّد قيمة المشاركة لأن الفكرة تتطوَّر كلما زاد عدد المتفاعلين معها، ولكي تنزع الخوف من التنافس وزِّع الفضل والإنجاز بشكل جماعي لا فردي، واسمح بالتصادم بين العوالم المختلفة مثل الشباب المندفع ممثلًا عن العملاء، وبين صناع القرار .
ثانياً: البحث عن الأفكار
تجري عملية البحث عن الأفكار بتشاور مع أطراف داخلية مثل فرق العمل والمسؤولين ، وأطراف خارجية مثل المستشارين والخبراء والعملاء ، وتحت مراقبك مهنية ، وهذا يتطلَّب جلب الشخص المناسب إلى المكان المناسب، واستخدام اشياء متنوعة من التقنيات لتنشيط الدماغ ووتحفيز المهارات الإبداعية واللغوية المهمة
التقنية الأولى -العصف الذهني- وهو يطلب من الأشخاص أن يقولوا بصوت مرتفع الفكرة بمجرد ورودها على الذهن ويقومون بتطوريها والعمل عليها حتى تكون بالشكل الأمثل .
التقنية الثانية - هي تدوين الأفكار بمجرد ظهو ها او ان تخطر بالأذهان بدلًا من قولها بصوت مرتفع.
التقينة الأخرى هي التخطيط للأفكار وتعتمد على تجميع الصور والافكار الأقصوصات من المجلات والكتب والجرائد والمدونات وغيرها.
كيف نبدأ جلسات توليد الأفكار؟
يجب ان يكون هنالك برنامج منظم واتباعه ، في البداية يُطرح سؤال لكسر الجمود والخمول الفكري بين أفراد المجموعة ، ثم أسئلة متنوعة عن المعلومات المهمة والعامة للتأكد أنهم فهموا المطلوب جيدًا، ثم تبدأ العملية بالتقنيات الموضحة سلفًا، مع الحفاظ على فترات راحة قصيرة ومنتظمة لعدم كسر إيقاع العمل.
• التكثيف وتصميم الأفكار
ماذا ينتظرنا تجميعنا لتلك الكمية الهائلة من الأفكار الأولية والمهمة ؟
حان الوقت للتحول من الكم إلى الكيف، يقلق الناس من كمية الأفكار الكبيرة والكثيرة لأننا نعاني قصورًا في التعامل مع كثرة المعلومات واهميتها ، ولهذا يأتي دور فريق البحث متنوع الوظائف والأشخاص لكي يتعامل مع تلك الكمية ويقلِّص الأفكار ويحوِّل نوة تلك الافكار الأولية والبسيطة إلى مجموعة من الأفكار المبدئية الجيدة والمهمة وعلى اساسها ينطلق .
لا يكون في هذا الفريق غير المختصين وصناع القرار من ذوي الاختصاصات الدقيقة ، لأنه يجري تقييم مبدئي على حسب المعايير والدراسات الموضوعة، يليها دراسات للجدوى واختبارات ومناقشات التنفيذ، لتكون المحصلة في النهاية بعض الأفكار الجيدة المعبرة عن أطراف عديدة وقابلة للتنفيذ بسهولة ودون تعقيدات ، ويكون الاختيار بيد صناع القرار بعد عرضه عليهم.
بعد الاستقرار على مجموعة من الأفكار يأتي دور وضعها في صورة واضحة وقابلة للفهم والمقارنة وعرضها لكي يتم الاختيار من بينها، أو ما يسمى بتصميم الفكرة واتقانها ، ويجب الحرص على أن يكون الشكل والمحتوى وطريقة العرض موحَّدة لكل الأفكار لضمان تساوي الفرص ولضمان نجاحها ، كذلك تُولَى أهمية كبيرة لصيغة الكلمات المصاحبة للعرض، والتي تعبِّر عن الفكرة، وكلما كان العرض أقصر وأكثر سرعة وبساطة في توصل الغرض كان أفضل واسهل وادق .
• اختيار الأفكار ثم تنفيذها
وصلنا إلى مرحلة مهمة وهي المرحلة الثالثة، اختيار الأفكار وتقع على مسؤولية صناع القرار أو العملاء أو الذي سيتحمَّل التكلفة، ويكمن تعقيدها في تدخُّل المشاعر والعواطف عند تقييم الأفكار، ولهذا نصحنا بإشراك صناع القرار منذ البداية وتخلية العملية المنهجية من أي مشاعر، فيتم عرض المادة كما وضحنا بطريقة سهلة ومفهومة وسلسة واستعراض جميع الأفكار وتلقِّي التقييمات والملاحظات والعمل على التطوير للوصول إلى الصورة النهائية ومفيدة .
• إدارة الأفكار
هنالك سؤال مهم وهو من الذي يتأكد من سريان كل تلك العمليات حسب الخطة الموضوعة والجودة المطلوبة؟
يقع ذلك على من يقوم بدور إدارة الأفكاروالمهام ، فعليه تنظيم وتفعيل ومراقبة العمليات المختلفة وأداء الاسخاص، ولا تقلل من شأن إدارة الأفكارابداً ، فهي لها العامل الأكبر في نجاح العمليات خلف الكواليس، ويستطيع العديد من الأفراد القيام بذلك الدور إذا جمعهم حب المغامرة والقدرة على التكيف في البيئات المختلفة في العمل، ويجمعون بين مهارة التفكير والتنفيذ العملي.
وأخيرا إن كان جزء من وظيفتك أن تعمل ضمن فريق عمل في أي مؤسسة ناجحة ، أو كنت تشترك في أي نشاط تطوعي، أو حتى على مستواك الفردي في حياتك اليومية يمكنك أن تتعلم كيف تولد الأفكار صناعيًّا، فحاجتنا إلى الأفكار الجديدة لا تتوقَّف ابداً، وقد تغيِّر فكرة واحدة فقط ولكنها جيدة بما يكفي الكثير، وتذكر دائمًا عبارة الفيلسوف الألماني ماكس فيبر المهمة يقول فيها : "الإلهام ليس بديلًا عن العمل الجاد".